الرئيسة \  في وداع الراحلين  \  في ذمة الله .. الداعية الصادق الثابت على دعوته الشيخ جودت سعيد رحمه الله تعالى

في ذمة الله .. الداعية الصادق الثابت على دعوته الشيخ جودت سعيد رحمه الله تعالى

31.01.2022
زهير سالم


في وداع الراحلين
في ذمة الله
الداعية الصادق الثابت على دعوته
الشيخ جودت سعيد رحمه الله تعالى

مفكر وداعية مستقل، حمل دعوته على كاهله سنين طويلة. ولم يَسلم يوما من أيدي الظالمين ..
قرأت له كتابين وأنا فتى دون العشرين...
قرأت له "مذهب ابن آدم الأول" وأظنه كان خارجا من سجنه الأول، وأحفظ منه بعد قريب من ستين عاما أنه قرر فيه أنه يريد أذا اعتقله الظالمون، أن لا يحاسبوه لأنه منتم إلى جماعة أو مجموعة أو فئة أو تنظيم. وأن يقول له الجلاد حين يجلده هذا لأنك مسلم ...!! وبسط في الكتاب مفهوم قول ابن آدم لأخيه: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ)
وقرأت له كتابه الثاني "حتى يغيروا ما بأنفسهم " العنوان الذي أصبح عنوان نظرية في التغيير من بعد..يتداوله الناس، ويدندنون حول معانيه.
رحمه الله، وتقبله في الصالحين، وكتب أثره الحسن، وجزاه الله عن حياة معطاءة مليئة بالجهاد والثبات كل خير. اللهم اغفر له، وارحمه، وأعلِ نزله، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا. واجعل الخير والهدى والثبات ماض في عقبه.
وتأملتُ كم أهدت هجرة الأحباب من " الشركس" إلى الشام من علماء وفهماء وأصحاب همم عليّة. وكان فقيدنا اليوم علما من أعلامهم . رحمه الله تعالى.
وخالص العزاء للمسلمين في الشام عامة، ولجميع السائرين على طريق الدعوة إلى الخير ..ولأحباب الفقيد، وأهل خاصته، ولعموم أسرته ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
لندن: 27/ جمادى الآخرة/ 1443
30/ 1/ 2022
____________
*مدير مركز الشرق العربي